غزة : حصار الأعداء وتنكر الأشقاء

ياغـزة لمن يحاصرك من العـرب نقول:
لا نــــــــــــــامت أعين الجبنــــــــــــــــاء

على بعد معبر وهمي تقع غزة وحيدة جائعة ، وأطفالها بعد فقد الحليب ، يرضعون رضاع الحرمان ، دون أن تملك أمهاتهم لهم شيئا لأن صدور كثير منهن جفت من الحليب ، كجفاف غزة من الأكل ومن الضوء ومن الغاز ، ورغم ذلك لازالت تحتفظ للعرب والمسلمين في جوفها بمخزون كبير من الكرامة والصبر ، وبمخزون أكبر من الحب ، رغم أن هاذين العالمين العربي والإسلامي قد خذلاها في وقت الشدة والحاجة.
ياغزة الجريحة إن كانوا قطعوا عنك الكهرباء ، فوالله إن أهلك وناسك من فرط نخوتهم تكاد تضيء بهم ولهم الأرض ، إضاءة لا صهيونية ولا غربية ، بل إضاءة ربانية نورها يطرق النفوس ليدخل مع الطمأنينة والسكون إلى قلوب عباد الله المؤمنين في أرضك الطاهرة.
ياغزة صبرا ، فالدوائر على الباغي تدور مهما طال الزمن ، ومهما كثر المتآمرون من بني جلدتنا ، الذين استحلوا شرب الماء البارد وأكل الطعام الشهي ومرافقة النساء الحسان ، بينما استلذ واستطاب أهلك شرب كؤوس الشهادة ، حتى صار منهم من هو مع النبيين والصديقين والشهداء.
يا غزة صبرا ، إن لكل هم فرجا ولكل ضيق مخرجا ، ولزعمائنا العرب نقول : لا نامت أعين الجبناء .
اناشيد © 2008 | تصميم وتطوير حسن