كلام في الدنيا

الحياة زهرة فلا تسقها بدموع الحزن بل اسقها
بماء الحب تحت ظلال صحبة صالحـــــــــة

كلام في الدنيا .. هو كلام لا يطل علينا من برج المثاليات ، وإن بدى في الظاهر كذلك ، بل هو كلام مفيد إنشاء الله لمن يعرف من أين تأكل الكتف ، أو لمن ألقى السمع والفكر ، فالكلام معادن ، وخيره للدنيا ، خيره للدين ، وفي مستهل الكلام نقول :
إذا كنت تشكوا من برودة حياتك وظلمتها ، وأنت في كل ذلك لا تفتأ تلعنها ، فلماذا لا تجرب خيارا ثالثا ، فإذا قلت آتينيه ، قلت لك بلسان صدق ، "تصدق" ولو بشق تمرة ، فالصدقة تطفئ غضب الرب وتشرح الصدر ، وابحث لك عن صحبة صالحة ، فإنها هي الشمعة التي تبدد عتمة الظلام ، وهي السد الذي يبقي جحافل يأجوج ومأجوج من الهم والغم خارج أسوار النفس ، واغتنم على قول الحبيب المحبوب "ص" خمسا قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك .
ولا تنفق زهرة حياتك في الغم هباءا ، فإن الحياة ساعة ، فاجعلها سعادة ، وما أتاك الله فخذه وارضى ، ولا تمد بصرك إلى غيرك من أهل الدنيا ، ولا يحز في صدرك تكبر بعضهم ، فما هو إلا تكبر من لا يعرف مقامه وحقيقته ، وحقيقته أنه بشر ، كان في أول أمره ، نطفة مذرة ، و آخره جيفة قذرة ، وهو بينهما يحمل في بطنه العذرة (الغائط) .
وتواضع لله فإنه من تواضع لله رفعه ، وكن لربك عبدا ، يجعل منك سيدا ، ولو بدون درهم ولا دينار ، فهو على كل شيء قدير ، وأمره بين الكاف والنون ، فلا تخشى من المستقبل والقادمات من السُـنون.
اناشيد © 2008 | تصميم وتطوير حسن