في غزة ولو على كرسي متحــــرك
خلال الحرب الصهيونية على غزة ، برز دور السادة العلماء الأجلاء الذين فعلوا كل ما في وسعهم لنصرة أهل غزة ، ولعل أكثر من برز فيهم بمواقفه القوية ، هو الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ، الذي لم يتوانى ومنذ إطلاق أول رصاصة وقذيفة على القطاع ، عن التحرك في كل الإتجاهات ، لحشد الدعم لأهالي قطاع غزة الصامدين ، الصابرين المصابرين.
فكان الشيخ حفظه الله وراء إطلاق أيام الغضب ، التي اشتعلت بالتظاهرات في كافة أرجاء العالم الإسلامي نصرة وتضامنا مع غزة ، في المعركة التي تخوضها ضد "إسرائيل" المجرمة نيابة عن الأمة جمعاء ، ولم يكتفي الشيخ الدكتور بهذا ، بل قام رغم دواعي السن والمرض بجولة على كثير من الزعماء العرب ، يحثهم فيها على نصرة غزة و فلسطين ، ويصدح في وجوههم بكلمة حق دون أن يخشى في ذلك لومة لائم ، ولا غضبة حاكم غاضب.
ولكم كانت كلمته التي ألقاها في احتفالية "وانتصرت غزة" في الدوحة ، صادقة ومؤثرة ، خصوصا عندما تمنى الجهاد و الشهادة على أرض غزة ، قائلا : أتمنى وأنا في نهاية حياتي أن أذهب إلى غزة ولو على كرسي متحرك، فأطلق رصاصة على العدو الصهيوني، فيقذفني بقنبلة لأنال الشهادة على أرض فلسطين" ، والله يا شيخنا الجليل قد ذكرتنا بمن سبق من علماء السلف ، كالعز بن عبد السلام ، وابن تيمية ، رحمهم الله جميعا ، وكل أمانينا لك أن يكرمك الله بالشهادة على أرض فلسطين الحبيبة ، لتلحق بالأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وحسن أولئك رفيقا.