المستمرة في غـــــــزة
هكذا تهدم اسرائيل المساجد في غزة ، وتقتل الأطفال ، وتبيد عائلات بأكملها ، ولا صوت عربيا يرتفع ليقول لا ، حتى والله قد استغربت الصحف الإسرائيلية من الخنوع العربي والسكوت الإسلامي عن قتل إسرائيل للأطفال وتهديمها للمساجد ، وحق لها أن تستغرب من أمة المليار ، يا حسرة؟.
هكذا تقصف اسرائيل المساجد لتدمرها على رؤوس خيرة عباد الله الصالحين ، و مصر الرسمية غير بعيد عنها تغلق مساجد القاهرة بعد أقل من نصف ساعة بعد كل الصلاة ، حتى لا يخرج منها من قلبه مكلوم على أهل غزة ليتظاهر ويحتج على العدوان الإسرائيلي المجرم. وكأن هذه المساجد لم تعد بيوتا لله ، بل أصبحت بيوتا للنظام المصري يغلقها متى شاء ويفتحها أنى شاء.
هكذا مدت اسرائيل حبل حصارها من المعابر التي تسيطر عليها إلى معبر رفح المصري وشدت وشد معها النظام المصري ليحكموا الطوق على أهل القطاع ، وياليت التواطؤ بقي طي الكتمان ، بل خرج علينا كبير مصر الرسمية بوجهه الكظيم وأعلن أنه لن يفتح معبر رفح دون رقابة "الأصدقاء" الإسرائيليين.
هكذا ترمي اسرائيل بأطنان قنابلها و بصورايخها الحاقدة على أهلنا الصامدين في القطاع ، و لا زال العرب فيما بينهم مختلفين ، فمنهم داع لقمة عربية ، ومنهم من هو متحفظ ، وكأني بأولئك المتحفظين ينتظرون إبادة مليون و نصف المليون فلسطيني في قطاع غزة ليرفعوا تحفظهم ، إذ يظهر أن 900 شهيدا الذين تفحموا لحد الساعة ، ليسوا في وارد التأثير على المشاعر الحديدية لزعمائنا الأماجد ، الذين احترف أغلبهم تعذيب معارضيهم ، مما أورثهم بلادة في المشاعر وفقرا في الأحاسيس. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.