العالم الإسلامي والغرب

للغرب حسناته وسيئاته ، فما ساء من أمره تركناه
وما حسن أخذناه ونقيناه حتى يستوي حلالا طيبـــــا

الغربْ ، كثير منا عندما يسمع هذه الكلمة يتجه فكره مباشرة ، إلى الغرب الملحد ، أو إلى الغرب الشهواني الغارق في الزنى وأفعال الفحش ، ثم يرتد العقل ليتسائل إذا كانت هذه هي حالة الغرب الأوربي والأمريكي فلماذا هم متقدمون هذا التقدم المذهل الذي يكاد يطير بالألباب ، والجواب (والله وأعلم) أن الله عز وجل يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ويذهب ويضعف الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة ، فيا ترى هل تنطبق هذه المعادلة اليوم على حالنا مقابل حالهم ، وعلى واقعنا مقابل واقعهم ، وحتى نعرف دعونا نتسائل تساؤلات بسيطة قد تفضي بنا إلى معرفة الحقيقة ، حتى لو كانت هذه الحقيقة غير مطلقة .
- ونبدأ تساؤلاتنا بالقول ، ألم يتخلى المسلمون وأنظمتهم على أساس متين من أسس الحكم الذي هوالشورى ، بينما اخترع الغربيون مثيلا ضعيفا عنه سموه الديمقراطية ، وقد ضحوا في سبيل هذه الديمقراطية بالغالي والنفيس قديما ، وهم اليوم كذلك مستعدون للتضحية في سبيلها إن لزم الأمر.
- ألم يتخلى المسلمون اليوم عن مبدأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحرية عندما قال "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"
وعادوا إلى استعباد الناس بطرق أخرى ، فالحاكم يذل ويستعبد المحكوم ، والسيدة تذل وتستعبد خادمتها التي أتت تطلب الرزق من بلاد البنغال أو الهند ، .. و.. و .، بينما أصبح الناس في الغرب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "سواسية كأسنان المشط"، ولا ادل على ذلك من حادثة الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي عندما رفض أحد المواطنين أن يسلم عليه عيره وشتمه بالقول "أغرب عن وجهي أيها الأبله" ، فثارت ثائرة الفرنسيين ، وشنت الصحافة هناك هجوما حادا على "سعادة" الرئيس ، وفي حادثة أخرى ذات علاقة مع الحادثة الأولى ، رفع شخص لافتة عليها نفس العبارات التي قالها ساركوزي لذلك المواطن "أغرب عن وجهي أيها الأبله" في وجه الرئيس الفرنسي ، فما كان من هذا الأخير إلا أن رفع دعوى قضائية مثله مثل أي شخص عادي أمام محكمة فرنسية نزيهة وليست كمحاكمنا التي تحكم بأوامر الهواتف النقالة ، فحكمت هذه المحكمة لصالح ساركوزي بمبلغ قدره 35 دولار لا غير ، وهنا أريد منكم أن تتخيلوا لو كان فعل مثل هذا الفعلة مواطن عربي لزعيم عربي ما ، ماذا كان سيكون عقابه ، ألن يدخله زبانية ذلك الحاكم إلى جحيم الدنيا ، ويقولوا له بئس المصير .
إذن فإنه ورغم التحلل الأخلاقي في الغرب ، إلا أن ذلك لا يجب أن ينسينا حسناتهم في المجالات الأخرى ، التي يجب علينا أن نستفيد من تقدمهم فيها لأنه وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن ، فأنا وجدها فهو أحق بها" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
اناشيد © 2008 | تصميم وتطوير حسن