أمة واحدة وعيد متعدد

بسم الله الرحمان الرحيم ، الحمد لله المنان والصلاة والسلام على المصطفى العدنان وبعد : من الأ شياء التي اعتدنا أن نسمع حولها جدلا واسعا مع إطلالة كل رمضان وكل عيد قضية رؤية الهلال ، فتعودنا أن تصوم دول وتفطر أخرى ، وأ ن تفطر دول وتصوم أخرى .. مع أن العلم يقول أن الهلال يولد مرة واحدة بالنسبة لكل العالم ، فما بال دولنا تختلف في أمر رؤيته حتى أصبحنا نحسب أن الهلال يولد في أيام مختلفة وليس في يوم ولحظة واحدة ؟ أين العلة إذن ولماذا هذا الإختلاف المذموم ؟ لماذا لا تكون هناك هيأة إسلامية موحدة يناط بها دور تحديد ظهور الهلال من عدمه ( بالطرق العلمية والتقليدية ) فتنتهي المشكلة ؟ الأمر سهل ويسير أليس كذلك ؟ طبعا لو توفرت الإرادة الجادة والحقيقية لكنا تجاوزنا هذا الحديث المكرور منذ زمن ، غير ان الواقع على عكس ما نريد ونتمنى ، وعلى غير الوضع السليم ، الواقع أن كل قطر من الأقطار الإسلامية جعل حدوده الجغرافية منتهى أمته وحصن سيادته ، وترتب على ذلك تعدد الأهلة واختلاف وقت الصيام والإفطار .. أصبحت كل دولة تعتبر نفسها مطلعا فلكيا يحدد ولادة الهلال من عدمه ، وهذا إسفاف بحق الشريعة وبعقول المسلمين جميعا ، أقول إسفافا بالشريعة كون الإجماع قائم بين الفقهاء القدامى والمعاصرين ( باستثناءات قليلة جدا ) على كون رؤية الهلال في جزء من البلاد الإسلامية يوجب صيام باقي الأجزاء والأقطار .. وإسفاف بعقولنا نحن المسلمين كوننا لا نفهم سبب هذا الإختلاف المذموم في أمر فريضة من فرائض الله وركن من أركان الإسلام وهو الصوم .. ما ذا سيحصل لو تنازلت جميع الدولة لصالح دولة واحدة تكون المرجع في الصوم أو الإفطار ( والمملكة العربية السعودية أجدر الأقطار بهذا الدور كونها مهد الإسلام ومحضن بيت الله ) ، ثم تتبعها جميع الدول الأخرى دون حساسيات ودون مركب نقص ، ويكون عملا يرضي الله ويقرب المسلمين ويؤلف بينهم ، هذا الأمر ليس ببعيد ولعل الآتي أفضل بإذن الله ولا يسعنا إلا ان نتفاءل بالخير ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) وأن ندعو الله الكريم حسن اغتنام طاعته وحسن الإنقياذ لأمره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اناشيد © 2008 | تصميم وتطوير حسن