بسم الله الرحمان الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. آخر يوم من رمضان وفي لحظة الجلوس على مائدة الإفطار من آخر يوم من رمضان ، تنبعث مشاعر عميقة من الحزن المشوب بالفرحة .. حزن حقيقي على انتهاء شهر الخير والكرم والجود من رب الأرض والسماء ، وتختلط معه بشرى وفرحة الفطر ، لكن صدقا وبأمانة يغلب عليّ الحزن وأنا أجلس لمائدة الإفطار الأخيرة التي تعلن نهاية رمضان الكريم .. تتفقون معي أن رمضان يغير من طباع المسلمين الشيء الكثير ، فتجد من لا يصلي يصلي .. ومن يدخن لا يدخن .. وكثير من المظاهر السلبية تختفي لتحل محلها الألفة والكلمة الطيبة .. و لا أتعجب من ذلك خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أفشوا السلام بينكم تحابوا " ، فمظاهر التصافح داخل المسجد وخارجه في الشهر الكريم ، تضخ في العلاقات الإجتماعية دماء جديدة نقية خالية من سموم الحقد والغل والحسد والنزاع ، حزنت لعلمي أن هذه المظاهر تختفي من مجتمعاتنا - إلا فيما نذر- مع أول أيام الفطر ، ليحل محلها الصراع والتنافس على الدنيا( إلا من رحم ربك) ، الذي يفسد ما بناه جو رمضان الروحاني ، لكن يبقى أملنا في الله كبير أن يأخذ بأيدينا وأيدي المسلمين إلى الإستقامة على دينه وشريعته السمحة في كل حين .. مع الود الكامل لجميع المسلمين