بسم الله نور الأكوان ، والصلاة والسلام على خير إنسان وعلى آله وصحبه أجمعين : كما أسمع دوما من أحد الشيوخ
الكرام الأفاضل ، أقول لا أعرف زمانا كثرت فيه الشبهات مثل زماننا ، ولا أعرف زمانا كثرت فيه الفتن والشهوات مثل زمانا ، ثم لا أعرف فئة متضررة من هذا كله أكثر من فئة الشباب ، ومن بين هؤلاء يتضرر أكثر الشباب الفقراء ، ومن بين هؤلاء يتضرر أكثر الشباب الملتزمون . فلا يمر اليوم على أحدنا إلى والشيطان يتربص به في كل حي وشارع ومدينة .. ليزيحه عن منهجه الرباني ويميل به إلى مطبات الهوى والبعد عن الله .. يبذل في سبيل ذلك كل سبيل ، من التدليس والإيهام والخداع .. وما الواقع الحالي إلا انعكاس لاستجابة كثير من المسلمين لتدليسه وخداعه ، فكثر الباطل وتضاءل الحق ، لتجد البقية الباقية من المؤمنين المتمسكين بدينهم نفسها غريبة في بلاد الإسلام ، ومنكرة في بلاد المعروف ! وليجد الشباب المسلم نفسه مكتويا بنار المخالفة لأهل بيته وجيرانه وأقرانه ، يحاول ان يرضي الله هنا ، وألا يغضبه هناك ، أن يكون على وصف الطاعة لله ، وأن يعيش مع مجتمع كثير من أفراده بعيد عن معاني الطاعة والانقياد لأمر الله ، فتنشأ الهوة بين نموذجين اجتماعيين ، الأول ملتزم ووقاف عند حدود الله وهو النموذج الأقل ( على الأقل في بلادنا ) ، والآخر لا يعرف للإلتزام أي معنى ( وهو الغالب الأعم ) . ووسط هذا الزخم تكثر المغريات وتتوجه صوب ذلك الشاب الذاكر لله والمعمر للمساجد تبغي ثنيه عن سبيل الله وهي ترتدي ثوب الزيف وكساء الغواية ، تدعوه لعالمها المجنون غير المعترف بالقيود والمحرمات ، المشْرَع على صنوف الشهوات والمعاصي . قصة تتكرر كل يوم وصراع مستجد على مدى العمر حتى يكتب الله لنا ولجميع الشباب المسلمين خاتمة حسنى نجني بعدها ثمار الصبر والثبات والإلتزام آمين والحمد لله رب العالمين .
