رمضان و حال الأمة الآن

بسم الله الذي بنعمته تتم الصالحات و الصلاة و السلام على معلم الناس الخير سيدنا محمد وعلى آله و صحبه وإخوانه و حزبه وبـــــــعـــــــد : نحن اليوم على أبواب العشر الآواخر من رمضان ، نستشعر جميعا النعمة ، نعمة إدراك رمضان مرة أخرى ، وقد كان ممكنا ألا ندركه .. نعم تُقبل العشر الأواخر وهي تحمل نسمات الجنة للمؤمنين ، ومكرمة التوبة للعاصين ، تُقبل العشر الأواخر ولا يعكر فرحة الأمة بها غير أوجاع الأمة نفسها ، أجل أوجاع الأمة هي وحدها ما يعكر صفو هذه الأيام و الليالي ، فأنى لي أن أهنأ بها و بلذة اغتنامها وأنا أسمع " من أصبح وهمه غير الله فليس من الله ، ومن أصبح و همه غير المسلمين فليس منهم " ، المسلمون البسطاء المتعففون ، معمري المساجد ، الذاكرين لله و المقرين بوحدانيته و برسالة نبيّه الخاتم ، المسلمون الذين حرموا الغذاء و الكساء و الدواء في فلسطين .. في غزة المؤمنة الصابرة المحتسبة ، في غزة الحصار .. حصار الدين و العقيدة .. حصار الفكر و التوجه .. حصار الشعلة الإيمانية التي انبثقت من رحم الظلم ، ظلم الإحتلال و ظلم ذوي القربى .. في أمتي اليوم مناكفات بين غزة و مصر .. كما بين الجزائر و المغرب .. وغيرهما كثيـــــــر .. مناكفات على الأرض و السيادة .. حتى صارت أعظم من كل قيمة دينية أو خلقية .. فصار للموت طعم الذل ، ذل الموت حصرة من رفض إخوتك في الدين و العروبة أن يفتحوا لك الطريق نحو العلاج .. الموت قدر الله أكيد و لكن سببه - والحالة هذه - أناسا ينتسبون للإسلام و قد سمعوا أن " الراحمون يرحمهم الرحمان" سمعوا أن " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد" ، سمعوا أن " من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامه " .. فأين هم مما سمعوا ؟ قلت صار للموت طعم الذل ، نعم الذل لمن تسبب في ذلك ومنع الأطفال و الشيوخ و النساء من التداوي تحججا بالسيادة على الأرض .. ألم يعلموا أن زوال الكعبة أهون عند الله من إزهاق نفس مؤمنة ؟ نعم هذا الوضع و كثير غيره هو الذي يعكر صفو النفس في هذه العشر المباركة التي أرجوا أن تكون الفاتحة إلى مافيه المُكنة للأمة ، ولعلها تخبئ للمؤمنين خلفها صبح الدين المتين دين رب العالمين .. وإن أشد ساعات الليل حلكة يتبعها نور الفجر ..


اناشيد © 2008 | تصميم وتطوير حسن